سياسة دولية

ناشطة سويدية في "أسطول الحرية": لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ

سفينة "مادلين" تبحر نحو غزة في مهمة إنسانية محفوفة بالمخاطر - الصفحة الرسمية لأسطول الحرية "إكس"
تحدثت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثانبيرغ، إلى "بي بي سي عربي" من على متن سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية" من عرض البحر الأبيض المتوسط،، بعد يوم واحد من انطلاقها من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة.

واشتهرت ثانبيرغ عالمياً بنشاطها في مجال التغير المناخي، ووصفت الرحلة بأنها "محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة المصير"، لكنها أكدت أن "المعنويات مرتفعة" على متن السفينة، التي تقل 12 شخصاً، بينهم طاقم مكون من أربعة أفراد.

"الخطر الأكبر هو ألا نفعل شيئاً"
في حديثها من سطح السفينة المطلة على البحر المفتوح، شددت غريتا على أن الفريق يدرك تماماً التهديدات المحتملة، قائلة: "نحن نعي تماماً حجم المخاطر، لكننا مقتنعون بأن خطر البقاء صامتين وعدم التحرك أكبر بكثير. ما نفعله لا يُقارن بما يواجهه الفلسطينيون يومياً من أجل البقاء."

وأوضحت أن السفينة تسير في المياه الدولية وتحمل فقط مساعدات إنسانية من دواء وغذاء، مؤكدة: "نحن متطوعون سلميون من أنحاء العالم. لا نحمل أسلحة، وحقنا في الملاحة مكفول دولياً. هدفنا هو الوصول إلى غزة، رغم إدراكنا لما قد يواجهنا."


هجوم سابق وتحذيرات مستمرة
،وتأتي رحلة "مادلين" بعد نحو شهر من تعرض سفينة "الضمير"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب سواحل مالطا. وقد حمل المنظمون الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الهجوم، دون صدور رد رسمي إسرائيلي حتى الآن.

وتُعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها التحالف منذ تأسيسه في 2008 باسم "حركة غزة الحرة"، ولم تنجح سوى خمس سفن فقط من أصل 35 في الوصول فعلياً إلى شواطئ غزة.

وتحمل السفينة اسم "مادلين كلاب"، وهي أول وأصغر امرأة فلسطينية امتهنت الصيد في غزة عام 2014. ويؤكد القائمون على الرحلة أن "الاسم تم اختياره ليجسد دعمهم للنساء والصيادين في غزة، كرمز للصمود والتحدي".

ويشارك في الرحلة عدد من النشطاء العالميين، من بينهم الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن، في رسالة تضامن مع سكان غزة الذين ينتظرون المساعدات.

وبينما تتقدم السفينة في البحر، أكدت ثانبيرغ أن الفريق على تواصل مستمر مع من سمتهم "الأصدقاء والرفاق في غزة"، مشيرة إلى أن "الوصول إلى عرض البحر هو بحد ذاته إنجاز بعد تجاوز العقبات البيروقراطية".

غريتا: نحن هنا لأن حكوماتنا أخفقت
وتقول غريتا بصفتها ناشطة إنسانية إن فشل الحكومات في التحرك هو ما دفعها ومن معها إلى الإبحار "لسنا هنا من أجل أنفسنا أو من أجل المهمة فقط. نحن هنا لأن حكوماتنا صامتة، ومؤسساتنا متواطئة في الإبادة الجماعية التي تجري حالياً. لهذا علينا أن نتحرك".

وأضافت: "نحن نُكثف تدريباتنا على اللاعنف، ونواصل مهامنا اليومية على متن السفينة. عزيمتنا لم تتزعزع"

وفي ردها على سؤال حول التوفيق بين عملها في مجال المناخ وانخراطها في قضايا سياسية، شددت غريتا على ترابط الأزمات: "لا يمكننا أن نفصل بين الأزمات. إذا كنا نهتم حقاً بالمناخ والعدالة، فعلينا أن نواجه كل أشكال المعاناة. سواء كانت قنابل، أو انبعاثات كربون، أو قمع سياسي... علينا أن نواجهها جميعاً".

وتابعت بتساؤل لافت: "السؤال ليس لماذا نهتم بفلسطين؟ بل كيف لا نهتم؟ كيف نغض الطرف عن هذا الألم ونتظاهر بأننا نناضل من أجل عالم أفضل؟"

الاحتلال:"نُطبق الحصار ومستعدون لكل السيناريوهات"
رداً على استفسار الإذاعة الإسرائيلية بشأن السفينة "مادلين"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي: "نُطبق الحصار البحري الأمني على غزة، ونحن مستعدون لمجموعة من السيناريوهات"، دون الخوض في التفاصيل.

وعندما سُئلت غريتا عما إذا فشلت السفينة في الوصول إلى غزة، أجابت بابتسامة: "على الأقل، سنكون قد حاولنا. لا يمكننا التوقف. اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".

وأكد متطوعون في التحالف أن هناك استعدادات جارية لإطلاق رحلات بحرية جديدة في حال فشلت "مادلين" في بلوغ سواحل غزة، مؤكدين أن الحملة مستمرة حتى إيصال المساعدات وإنهاء الحصار.
OSZAR »